بأوامر ملكية.. الأردن يقمع متظاهرين بمحيط سفارة الكيان الإسرائيلي منددين باغتيال هنية وبقاء العلاقات بين عمّان وتل ابيب
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
شهدت العاصمة الأردنية عمّان، مساء الأربعاء، تظاهرات شعبية غاضبة حيث احتشد الآلاف من الأردنيين بالقرب من السفارة الإسرائيلية تعبيراً عن استنكارهم لاغتيال هنية. وهتف المحتجون بشعارات منددة بسياسات الاحتلال الإسرائيلي وداعمة للمقاومة الفلسطينية، مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق السفارة.
ومع تصاعد الاحتجاجات، أصدرت السلطات الأردنية أوامر صارمة للأجهزة الأمنية بتفريق المتظاهرين. وفقاً لمصادر متفرقة، فإن المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن من المرجح أن تتصاعد، مع استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الحشود، ما أدى إلى وقوع إصابات واعتقالات في صفوف المتظاهرين.
تأتي هذه التظاهرات في سياق موجة من الغضب الشعبي العربي والإسلامي عقب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي اغتيل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران. يعتبر هنية من أبرز القيادات الفلسطينية المقاومة، ولطالما كان صوته مرتفعاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته.
تشير هذه الأحداث إلى التوتر القائم في العلاقة بين النظام الأردني وجماهيره بشأن الموقف من الاحتلال الإسرائيلي. يُعرف الأردن بمعاهدته للسلام مع إسرائيل، إلا أن المواقف الشعبية الأردنية لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية ومعارضة للتطبيع مع إسرائيل.
وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 10 أشهر، فتحت الأردن جسرًا بريًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي كبديل عن الممر البحري المغلق بفعل القرارات اليمنية التي منعت الملاحة البحرية عن الكيان من البحر الأحمر، ما أدى لانهيار ميناء إيلات. إلا أن الجسر البري الممتد من الإمارات عبر السعودية إلى الأردن خفف من الحصار اليمني على الكيان بشكل طفيف.
من المتوقع أن تثير عملية القمع الأردنية للمحتجين انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين الذين سبق أن دعوا إلى احترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي. ويطالب هؤلاء الحكومة الأردنية بإعادة النظر في سياساتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: وكالات