تحليل: صراع أجنحة أطراف التحالف السعودي الإماراتي في اليمن
الجنوب اليوم | تقرير
تشهد الساحة اليمنية تصاعداً جديداً في الصراع بين الأجنحة المختلفة داخل التحالف السعودي الإماراتي، وهو صراع يعكس التوترات المتزايدة بين حلفاء الرياض وأبوظبي في اليمن، مع اقتراب توقيع اتفاق السلام مع صنعاء.
إعادة ترتيب الأوراق
أثارت السعودية موجة جديدة من التوترات بين الخصوم التقليديين التابعين لها في اليمن، وذلك في إطار ترتيباتها لما بعد اتفاق السلام المرتقب مع صنعاء. في هذا السياق، عاد حميد الأحمر، القيادي البارز في حزب الإصلاح، إلى الواجهة في مواجهة نجل الرئيس الأسبق أحمد علي صالح، وذلك بعد رفع العقوبات عن الأخير.
دور حزب الإصلاح
لعب حزب الإصلاح دوراً محورياً في المشهد اليمني، خاصة مع عودة حميد الأحمر إلى حلبة السباق السياسي. ووجه الأحمر شقيقه هاشم الأحمر بالعودة إلى مأرب لقيادة المعركة، وهو ما حدث بالفعل بعد سنوات من الإقامة في تركيا. ويعد هذا التحرك بمثابة إشارة قوية على إعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب، ومواجهة التحديات الجديدة التي يفرضها رفع العقوبات عن نجل صالح.
التوترات الإعلامية
تزامن حراك حميد الأحمر مع شن الجناح الإعلامي للحزب بقيادة توكل كرمان هجوماً غير مسبوق على نجل صالح. دعت كرمان جناحها الإعلامي والناشطين لشن حرب ضد نجل صالح، مما يعكس مدى التوتر والانقسام الداخلي بين حلفاء التحالف السعودي الإماراتي. هذا التوتر يعكس نتائج سلبية لم تكن الإمارات والسعودية تتوقعها في ظل مساعي تمكين نجل صالح وترقيته لقيادة السلطة الموالية للتحالف.
سياق تاريخي
تعيد هذه المواجهات الحالية إلى الأذهان سيناريو الصراع بين القوى الموالية للتحالف إلى ذروته قبل عام 2011. فالصراع بين القوى التقليدية والمستجدين على الساحة يعيد ترتيب المشهد السياسي اليمني، مع انعكاسات سلبية على التحالفات القائمة.
تداعيات محتملة
من المتوقع أن يؤدي هذا الصراع إلى تفاقم الانقسامات داخل التحالف السعودي الإماراتي، مما يضعف موقفه في اليمن. مع اقتراب توقيع اتفاق السلام، ستكون السعودية والإمارات بحاجة إلى إعادة تقييم تحالفاتهما وضمان استقرار الأوضاع الداخلية للقوى الموالية لهما في اليمن.
ويعكس الصراع الحالي بين أجنحة التحالف السعودي الإماراتي في اليمن التحديات المعقدة التي ستواجهها الرياض وأبوظبي مع حلفائهما كون الاتفاق مع صنعاء سيكون بين التحالف وبين صنعاء مباشرة. بالتالي ستضطر السعودية والإمارات لترويض حلفائهما للقيول بما ستتفق به مع صنعاء ومع استمرار الصراع بين هذه الأدوات قد تكون مهمة ابوظبي والرياض صعبة ومعقدة فهما المسؤولتان امام ضنعاء عن حلفائهما وادواتهما المحلية.