البداية من عدن.. انتشار بعوضة “أنوفيليس ستيفينسي” في اليمن يهدد بتفاقم أزمة الملاريا في المنطقة
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
كشف بحث جديد أجرته جامعة بايلور بالتعاون مع وزارة الصحة في صنعاء عن اكتشاف بعوضة “أنوفيليس ستيفينسي”، الناقل الرئيسي للملاريا، لأول مرة في اليمن. وتعد هذه البعوضة مسؤولة عن نقل الملاريا في مناطق جديدة لم تكن تعاني سابقًا من هذا المرض، مما يثير قلقًا متزايدًا بشأن انتشار الملاريا في اليمن ومنطقة شبه الجزيرة العربية.
وأوضحت الدراسة، التي نشرتها الدكتورة تامار كارتر، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء بجامعة بايلور، والدكتور ميثاق السادة، مدير برنامج مكافحة الملاريا الوطني في اليمن، في مجلة Emerging Infectious Diseases، أن انتشار البعوضة قد تم تأكيده من خلال تحليل جزيئي حديث. وبيّنت الدراسة أن البعوضة تم اكتشافها في منطقتي الضاحي وزبيد بمحافظة الحديدة بعد اكتشافها لأول مرة في عدن عام 2021.
وأفاد الباحثون بأن بعوضة “أنوفيليس ستيفينسي” أظهرت مقاومة متزايدة للمبيدات الحشرية، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليها. وأشارت الدراسة إلى وجود نمطين وراثيين مختلفين للبعوضة في اليمن، أحدهما يرتبط بالنمط الوراثي الموجود في شرق إفريقيا، بينما تم اكتشاف الآخر حديثًا، ما يبرز التنوع الجيني الكبير لهذه البعوضة في اليمن.
وأعربت الدكتورة كارتر عن مخاوفها من تأثير انتشار هذا البعوض على الصحة العامة في اليمن، داعية إلى ضرورة تعزيز جهود المراقبة الجينومية وتكثيف تدابير السيطرة على النواقل لمنع تفاقم أزمة الملاريا في اليمن والمناطق المجاورة.
تأتي هذه التطورات في ظل تسجيل منظمة الصحة العالمية نحو 249 مليون حالة ملاريا حول العالم في عام 2022، مما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة لمكافحة انتشار هذه البعوضة ومنع تفشي الملاريا في مناطق جديدة.