انقسامات داخل المجلس الرئاسي تتصاعد: البحسني يرفض حضور اجتماع لبحث أزمة حضرموت
الجنوب اليوم | تقرير
في ظل التوترات المتزايدة داخل مجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل برعاية سعودية، ظهرت مؤشرات جديدة على تصاعد الخلافات بين أعضائه، أبرزها رفض عضو المجلس فرج سالم البحسني حضور اجتماع كان مزمعاً عقده اليوم الإثنين لمناقشة أوضاع محافظة حضرموت.
وتلقي هذه الخطوة الضوء على حجم الانقسام الذي يعانيه المجلس وتدهور قدرته على إدارة القضايا الوطنية الكبرى.
وكشفت وثيقة متداولة بتاريخ 16 سبتمبر عن اعتذار البحسني عن حضور الاجتماع الذي كان مقرراً لمناقشة الأوضاع المتدهورة في حضرموت، متذرعاً بالمماطلة المستمرة لعقد هذا الاجتماع، والتي استمرت لأكثر من أسبوعين.
وأشار البحسني في الوثيقة إلى أن الاجتماع تم تأجيله مراراً دون تقديم مبررات مقنعة، مؤكداً أن التأجيلات المتكررة تُضعف من فعالية المجلس وتنعكس سلباً على معالجة القضايا الملحة التي تواجهها حضرموت.
تأجيل الاجتماع اليوم جاء استمراراً لسلسلة من التأجيلات التي استمرت لعدة أيام، الأمر الذي دفع البحسني للتعبير عن استيائه.
وأوضح في مذكرته: “لنا أسبوعين ننتظر منكم عقد اجتماع لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي لمناقشة أوضاع محافظة حضرموت وخلال هذه الفترة يتم التأجيل من يوم إلى آخر”.
يعتبر هذا التطور الأخير جزءاً من سلسلة الانقسامات داخل المجلس الرئاسي، والذي يضم ثمانية أعضاء بينهم البحسني ورئيسه رشاد العليمي. ويبدو أن هذه الانقسامات تعكس خلافات عميقة حول توزيع السلطة والمصالح السياسية بين أعضاء المجلس، حيث يواجه بعض الأعضاء تهميشاً أو تجاهلاً لقضايا المناطق التي يمثلونها.
وتأتي هذه الخلافات في وقت حساس تمر فيه مناطق جنوب اليمن بأزمات متشابكة بسبب فشل المجلس المشكل سعودياً والحكومة التابعة له، خصوصاً في حضرموت التي تعاني من توتر أمني واقتصادي متصاعد.
ويُنظر إلى حضرموت كواحدة من المحافظات الاستراتيجية، سواء من الناحية الاقتصادية بسبب مواردها النفطية، أو من الناحية الجغرافية كمنطقة حدودية حساسة. ويبدو أن تجاهل المجلس لمطالب البحسني لعقد اجتماع يخص حضرموت يعزز من فكرة أن المجلس الرئاسي يعاني من تفكك داخلي وعدم توافق بين أعضائه حول أولويات إدارة المرحلة.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى قدرة المجلس الرئاسي على التعامل مع الأزمات الداخلية، خاصة في ظل وجود تباينات واضحة بين أعضائه حول معالجة الملفات الرئيسية.
وقد يدي استمرار هذا الانقسام إلى تقويض المجلس وزيادة تعقيد المشهد السياسي جنوب اليمن.