منبر كل الاحرار

حكومة” عدن” تكشف وجهها الإسرائيلي.. مسؤول رفيع لصحيفة عبرية “ادعمونا لنقاتل الحوثي معكم”

الجنوب اليوم | تحليل

في تصريح صادم يكشف مدى التبعية والتواطؤ مع قوى الاحتلال، أكد مسؤول رفيع في حكومة التحالف السعودي الإماراتي، المعينة من قبل الرياض وأبوظبي، أن الحكومة على استعداد للعمل جنبًا إلى جنب مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يكشف كيف أن هذه الحكومة التي يفترض أنها تمثل جزءاً من اليمنيين جنوب البلاد تسعى لتقديم نفسها كذراع صهيونية جنوب اليمن.

هذه التصريحات، التي أدلى بها المسؤول اليمني لصحيفة “إسرائيل هيوم” والذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، تعكس الوجه الحقيقي لهذه الحكومة، التي لم تعد تخفي نواياها في العمل ضد الشعبين الفلسطيني واليمني والشعوب العربية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، والاصطفاف مع إسرائيل ضد المقاومة في غزة وقوات صنعاء التي تقف داعمة لفلسطين في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة وحرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة للشهر الثاني عشر على التوالي.

المسؤول، الذي يبدو من تصريحه أنه ينتمي إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، طالب إسرائيل بتزويد قواتهم البرية بأسلحة متطورة وأن ذلك ضروري لاكتمال الرد الإسرائيلي على الهجوم اليمني الصاروخي الباليستي صباح الأحد الماضي والذي وصل إلى قلب كيان لاحتلال ولم تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ولا الأمريكية المنتشرة في المنطقة من إسقاطه أو اعتراضه.

واعتبر المسؤول الجنوبي في حكومة التحالف السعودي الإماراتي في تصريحه للصحيفة الإسرائيلية، اعتبر أن “الرد على إطلاق الصواريخ الحوثية يجب أن يشمل استهداف أصول عسكرية رئيسية في اليمن”، وقال إن الرد يجب أن يكون مشابهاً للرد الإسرائيلي السابق على هجوم صنعاء بطائرة (يافا) المسيرة التي وصلت إلى قلب تل أبيب وانفجرت وأدت لمقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة آخرين بالقرب من مقر السفارة الأمريكية هناك والذي ردت عليه تل أبيب لاحقاً بقصف عنيف استهدف خزانات وقود محطات الكهرباء في ميناء الحديدة غرب اليمن.

ويرى مراقبون إن هذه الدعوة العلنية للتعاون العسكري مع كيان الاحتلال تُعد اعترافًا صريحًا بأن حكومة التحالف أصبحت أداة لتنفيذ الأجندة الصهيونية في المنطقة.

الأخطر في هذا التصريح هو الإشارة إلى أن القضية الجنوبية تجد صدى لدى الإسرائيليين أكثر مما تفعله لدى الأمريكيين، ما يبرز حجم الارتهان الذي يبرزه المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة التحالف السعودي عموماً للإسرائيليين، وهو المجلس الذي يسعى بكل وقاحة إلى تقديم الولاء لإسرائيل مقابل دعمهم لانفصال الجنوب وتأسيس دولة تابعة للاحتلال.

ويأتي هذا الموقف متماشيًا مع التصريحات السابقة لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي أبدى استعداده للاعتراف بكيان الاحتلال الإسرائيلي إذا قدمت له دعمًا في مشروع الانفصال.

ووفق المراقبين الذين تحدثوا لـ”الجنوب اليوم” للتعليق على هذه التطورات، فإن هذا التصريح “لا يعكس فقط الانحدار الأخلاقي لحكومة التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي، بل يكشف أيضًا عن مدى استعداد هذه الجهات للتخلي عن القضية الفلسطينية، بل والتآمر مع الاحتلال ضد الشعبين اليمني والفلسطيني”، مشيرين إلى أن أبناء المحافظات الجنوبية على وعي تام بأن “الاصطفاف مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يمثل خيانة واضحة للقضية الفلسطينية، ومشاركة مباشرة في العدوان الشعب الفلسطيني وفي العدوان على الشعب اليمني بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفي العدوان على أي طرف عربي مقاوم لكيان الاحتلال الإسرائيلي ومساند للمقاومة الفلسطينية في غزة”.

تصريحات المسؤول في حكومة التحالف، التي تطالب بالتنسيق مع إسرائيل ضد “الحوثيين”، يشير المراقبون إلى أنها “محاولة بائسة لتبرير الفشل العسكري والسياسي الذي تعاني منه هذه الحكومة العميلة”، ففي الوقت الذي تقف فيه صنعاء بقيادة أنصار الله “الحوثيين” بجانب المقاومة الفلسطينية وتدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، تظهر هذه الحكومة التي يفترض أنها تمثل اليمنيين، الاستعداد لتكون أداة بيد الاحتلال الصهيوني لضرب القوى المناهضة لإسرائيل في المنطقة، بما فيها قوات صنعاء والمقاومة في غزة، وهو ما يجدر بكل اليمنيين شماليين وجنوبيين أن يعيدوا حساباتهم ومواقفهم تجاه هذه الحكومة التي تعبر عنهم وتتحدث باسمهم وتمثلهم في الخارج ولدى المجتمع الدولي ولدى الشعوب العربية والإسلامية، ومهما كانت الخلافات بين الأطراف اليمنية فإن ذلك لا يعني أن نتنكر لمن اتخذ موقفاً شجاعاً وبطولياً في مساندة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ولعل أبرز موقف لافت ومساند لغزة كان موقف الحوثيين الذين كسروا حواجز الجغرافيا وأحدثوا أكبر تأثير على كيان الاحتلال الإسرائيلي واقتصاده وأياً كان هذا الطرف اليمني الذي تبنى هذا الموقف البطولي فإنه ورغم الخلاف معه إلا أنه اتخذ موقفاً يؤيده كل اليمنيين من الشمال إلى الجنوب”.

في سياق متصل أشار معلقون على منصات التواصل الاجتماعي على ما كشفته الصحيفة العبرية بالقول إن “من الواضح أن حكومة التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثلان مصالح الشعب اليمني ولا الفلسطيني، بل يعملان لتنفيذ أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وإضعاف قوى المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وإحلال كيان الاحتلال بدلاً عن استعادة الأراضي العربية المحتلة وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com