منبر كل الاحرار

يناير … مذبحة السلطة الدامية التي حولت عدن إلى ساحة حرب .

الجنوب اليوم | خاص

٣٧ عاما مضت على نكبة 13 يناير 1986 ، التي تعد ابشع مذبحة شهدتها مدينة عدن جنوبي اليمن في نفس هذا اليوم ١٣ يناير ١٩٨٦ ، لاتزال الاحصائيات متباينه حول ضحايا المذبحة الناتجة عن الاقتتال السياسي والتي اتسع من قمة هرم الحكم إلى الشارع الجنوبي في عدن، فهناك مصادر تقول إن ضحايا هذا اليوم الدامي بلغ ١٣ الف قتيل في عشرة أيام وأخرى تؤكد أن إجمالي الضحايا تجاوز ٢٥ الف قتيل وان عشرات المجازر الجماعية عثر عليه في تسعينيات القرن الماضي .

هذه المذبحة التي لايزال ابناء المحافظات الجنوبية يعانون من تداعياتها وهذه الجريمة السياسية لاتزال كابوس مزعج لدى الآلاف من الأسر الجنوبية التي عاشت المأساة بسبب مقتل أبناءها واباءها في المذبحة التي كانت نتيجة لفشل الحزب الاشتراكي اليمني في حل مشاكله الداخلية ، فتصاعدت الاحتقانات بين أجنحة الحزب الاشتراكي وقواه المتصارعة على المناصب العليا أحداث 13 يناير 86 ، وفقا لمصادر تاريخية ، تعود إلى صراع النفوذ بين الرفاق القادة في الامانه العامة الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في جنوب اليمن ، وتعود إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، عندما تامر وزير الدفاع الأسبق علي عنتر والرئيس السابق علي ناصر محمد 80 ـ 1986م ، ضد الرئيس السابق عبدالفتاح إسماعيل على خلفية توقيعه اتفاق سلام مع نظام صنعاء في 1979، ورغم ان إسماعيل كان امين عام الحزب الاشتراكي ورئيس الجمهورية الا انه خضع للضغوط وتم اقالته ونفيه الى روسيا لست سنوات حينها ، ورغم وصول علي ناصر محمد للسلطة عام ١٩٨٠ بانقلاب ابيض على اسماعيل ، الا أن الخلافات سرعان ما اشتغلت بينه وبين وزير دفاعة علي عنتر الذي ينحدر للضالع ويعد أحد قادة ثورة ١٤ اكتوبر ، ليتسبب ذلك بانشقاق سلطوي في أروقة الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم للجنوب حينذاك اتسع لأعوام وسط فشل العقلاء في الحزب بوقف تداعياته ، فانقسم الرفاق في قيادة الحزب إلى اخوه أعداء وطغت الاحنجة على وحدة الحزب الاشتراكي ، وعمل كل جناح للانقضاض على الاخر وسخر كافة الإمكانيات لتحقيق ذلك ، ومن هنا ظهر لاول مرة مصطلح ا “الزمرة والطغمة”وهما اسمان يدلان على انقسام الحزب ، وفي الوقت الذي مثل “الزمرة” ابين ، جناح الرئيس السابق علي ناصر محمد وتنحدر من أبين وشبوة ومثل ”الطغمة” جناح الرئيس السابق على سالم البيض، ووزير الدفاع السابق علي عنتر وصالح مصلح وتنحدر من الضالع ويافع ولحج -وهي مسميات حزبية ما زالت متداولة حتى اليوم .

 

.صبيحة 13 يناير 86م ، وجه رئيس الدولة ” علي ناصر محمد ” أوامره بتصفية خصومه في قيادة الحزب بعد ان تصاعد الصراع بينه وبين علي عنتر الى اعلى المستويات ، تلك الاحداق جاءت بعد انعقاد المؤتمر الثالث للحزب في أكتوبر85م ، فالرئيس السابق عبدالفتاح إسماعيل عاد الى عدن وانتخب سكرتيراً للجنة المركزية للحزب في المؤتمر العام الثالث ، وهو الامر الذي ازعج علي ناصر الذي كان على خلاف مع علي عنتر ، ولذلك تحالف علي عنتر مع عبدالفتاح وصالح مصلح وعلي سالم البيض ضد علي ناصر محمد والتيار الموالي له ، فتم الاعداد لخطة تصفيات الخصوم ووفقا للمصادر التاريخية اخطر علي ناصر رفاقه بعدن حضور ، بعدم حضور جلسة المكتب السياسي للجنة المركزية الذي انعقد الساعة 10 صباحا في عدن , وبدلا من ذلك أرسل حراسه إلى الاجتماع وانتقل هو إلى أبين مسقط رأسه , وحال تواجد خصومه في القاعة باشر حرس الرئيس علي ناصر إطلاق النار فقتل علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع , ونجا عبد الفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض ولكن فتاح اختفى بعدها في ظروف غامضة , وانفجر الوضع بعد المجزرة واندلعت حرب أهلية في عدن بين أنصار علي ناصر وعبد الفتاح استمرت 10 أيام ودمرت فيها العاصمة عدن بشدة بعد ان استعملت الأسلحة برا وبحرا وجوا في القتال إضافة لقطع الكهرباء والماء والهاتف , وادت تلك الأحداث إلى انقسام الحزب الاشتراكي اليمني وإلى خسائر فادحة أودت بحياة ثلاثة عشر ألف قتيل وسجن سبعة آلاف وتشريد 250 ألفا من المواطنين إلى شمال اليمن وعدد من الدول الخليجية. كما قتل 52 قياديا من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني أبرزهم عبد الفتاح إسماعيل، كما نزح الفصيل الذي كان يقوده الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد إلى شمال اليمن .

تسببت تلك الاحداث التي استمرت من 13 يناير ـ 23 يناير 1986م، والتي استخدم فيها مختلف الأسلحة في القصف برا وبحرا وجوا , إضافة لقطع المياه والكهرباء والهاتف ، وتم تصفية الجرحى في المستشفيات ، بإجلاء اكثر من 5الاف من رعايا الدول الاجنبية بواسطة الاسطول البحري الملكي، وكون تلك الاحداق الأشد بشاعة فقد تم دهس جثث القتلة بجنازير الدبابات ، ورغم دموية تلك الاحداث اعقبها تصفيات بالهوية بين جناحي الزمرة والطغمة.

 

لقد كانت تلك الاحداث البشعة بين طرفين في اطار حزب واحد وكانت نتيجة صراع على السلطة ، فالرئيس علي ناصر محمد كان مستحوذاً على كل المناصب فالي كونه اميناً عاماً للحزب الاشتراكي ورئيس الجمهورية ، كان ورئيس هيئة مجلس الشعب ورئيس الوزارة أثار حفيظة خصومه ، ورغم تحالفه مع علي عنتر ضد عبدالفتاح إسماعيل أواخر عام 79م ، اقال علي ناصر رفيقة علي عنتر من منصب وزير الدفاع بعد تحالف عنتر مع عبدالفتاح ضد الرئيس ، ونتيجة لذلك تصاعدت الصرعات بين الطرفين ، وكان هناك توجة لنزع بعض صلاحيات الرئيس علي ناصر ، واجباره على التنازل عن إستئثاره بالسلطات كلها ، وكان توجة وزير الدفاع ، علي عنتر ورفاقة هو أن يتم إجبار الرئيس ناصر على تعين رئيس للوزراء ورئيس لمجلس الشعب والاكتفاء برئاسة الجمهورية والأمانة العام للحزب ، ولكن ماحدث ان اجتماعات المكتب السياسي التي بدأت في التاسع من يناير من نفس العام صعدت الصراع ، لتنفجر الأوضاع في يوم الاثنين 13 يناير 1986م بين الطرفين ويتحول الخلاف والصراع على السلطة والنفوذ الى أكبر ماساه شهدها الجنوب في تاريخة المعاصر .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com