من يقف وراء تصعيد قبائل شبوة ضد بترومسيلة في قطاع “جنة هنت”؟ أمريكا أم أدواتها؟
الجنوب اليوم | خاص
هددت قبائل بلحارث في مديرية عسيلان، جنوب محافظة شبوة، شركة بترومسيلة المشغلة لقطاع حقل جنة النفطي بوقف العمل في القطاع خلال 48 ساعة تنتهي عصر الغد، وذلك بسبب عدم التزام الشركة بتعهداتها تجاه القبيلة بتقديم خدمات الكهرباء لمواطني مديرية عسيلان.
وهددت قبيلة بلحارث بقطع خطوط نقل الطاقة عن حقول مسبح والنصر، بالإضافة إلى محطة ذهبان للكهرباء. ويأتي هذا التهديد القبلي الذي يستهدف نشاط شركة بترومسيلة في عسيلان بشبوة في أعقاب تعرضها لتهديدات أخرى من قبائل شبوانية أخرى، مما حول القطاع النفطي الأغنى في اليمن إلى بؤرة صراع بين أطراف داخلية وخارجية.
يُضاف إلى ذلك أن قبيلة بلحارث سبق أن أوقفت نشاط الشركة في القطاع النفطي مطلع ديسمبر الماضي احتجاجًا على ما وصفته بالتهميش والإقصاء الذي يتعرض له أبناء المنطقة من قبل السلطات الموالية للإمارات، وطالبت القبيلة بإشراك أبنائها في حماية المنشآت النفطية في القطاع.
إلا أن تصاعد التهديدات القبلية ضد شركة بترومسيلة، التي تتهم بالفشل في إدارة القطاع النفطي على مدى سنوات، يعكس حالة الصراع الدائر بين العديد من الأطراف حول القطاع، ومحاولة أكثر من طرف الاستحواذ عليه. وقد تخلت عنه شركة “هنت” قبل سنوات، وتم تسليمه لشركة بترومسيلة وسط اعتراض كبير من خبراء النفط، خاصة وأن الشركة تفتقر إلى الخبرات الكافية لإدارة القطاع.
التصعيد القبلي الأخير ضد بترومسيلة تزامن أيضًا مع حراك أمريكي يقوده سفير واشنطن في اليمن، ستيفن فاجن، مع محافظ شبوة عوض العولقي، بشأن استعادة القطاع وإدارته من قبل شركة “هنت” الأمريكية، التي أعلنت أواخر العام الماضي بشكل مفاجئ عن عودتها لتشغيل القطاع مطلع العام الجاري. وهذا يؤكد أن هناك ممارسات مدفوعة ضد شركة بترومسيلة، تهدف إلى انتزاع القطاع من الشركة الوطنية وتسليمه لمشغل آخر تحت إشراف شركة “هنت” الأمريكية.
يُذكر أن بترومسيلة نفت ادعاءات الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعادن “يوكوم” المملوكة للدولة، والتي زعمت أن بترومسيلة تخلت عن تشغيل القطاع في نوفمبر وتم تسليمه لشركة “هنت”. وأكدت بترومسيلة بقاءها في القطاع.
مؤخرًا، هددت الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك)، التي تمتلك حصة 20% من قطاع خمسة النفطي “جنة هنت”، برفع قضية ضد اليمن في القضاء الدولي، ملوحةً بأنها ستطالب بتعويضات تتجاوز 100 مليون دولار. وذلك بعد تصاعد التحركات الأمريكية للاستحواذ على كامل القطاع، رغم أن شركات “توتال” و”إكسون موبيل” و”جنة هنت” و”نيوكو إنتربرايزز” تمتلك الحصة المتبقية من القطاع 5 بنسبة 15% لكل منها.
يُعد قطاع “جنة هنت”، الذي يضم خمسة حقول نفطية، الأعلى إنتاجًا للنفط في المحافظة، ويحتوي على احتياطي كبير من الغاز الطبيعي المسال الذي لم يتم استغلاله بعد، مما يجعله أحد أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في شبوة.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن اليمن لديه احتياطيات مؤكدة من الهيدروكربونات تقدر بنحو 3 مليارات برميل من النفط الخام و17 تريليون قدم مكعب من الغاز. ووفقًا لشركة تحليلات البيانات (Kpler)، كانت الصادرات الأخيرة متغيرة للغاية، حيث وصلت إلى 88 ألف برميل يوميًا في فبراير 2021، ثم انخفضت إلى 15 ألف برميل يوميًا.