منبر كل الاحرار

عيدروس الزبيدي في حضرموت: استعراض القوة أم انكشاف الضعف؟

الجنوب اليوم | مقال 

بقلم الدكتورة / صباح الكثيري

في خطوة استفزازية وصادمة لكل الحضارم، أطل عيدروس الزبيدي على حضرموت وكأنه الحاكم بأمره، يوزع الأوامر والتهديدات وكأن أبناء حضرموت عبيد في سلطنته المزعومة، لم يأتِ حاملاً مشروعاً وطنياً، لم يأتِ متحدثاً عن شراكة، بل جاء وكأنه سيد الأرض ومن عليها، لم يجد الترحيب الذي توهمه، ولم يلقَ إلا الصدود، لأن الحضارم أحرار، لا يقبلون الضيم ولا يرضخون لمنطق التهديد

ولكن السؤال الأهم هنا: هل عيدروس الزبيدي محسوب على السلطة الشرعية؟ هل جاء يهدد الحضارم باسم الشرعية؟ إن كان كذلك، فهذه إهانة ما بعدها إهانة لكل من لا يزال يعول على حكومة رخوة عاجزة عن إثبات وجودها إلا عبر أدوات الترهيب والتخويف، هل هذه هي الرسالة التي تريد إيصالها الشرعية عبر مندوبها عيدروس؟ إن كان كذلك، فدعوا رسالتكم تذهب إلى الجحيم، لأن الحضارم لم يعرفوا يوماً الخضوع، وإن كانت لغة القوة هي التي يفهمها الانتقالي، فليعلم أن حضرموت ليست ساحة مفتوحة لبلطجية السياسة

الحضارم قبائل تأبى الضيم، لا تهاب الموت بل تطلبه متى كان في سبيل العزة والكرامة، ومن يظن أن حضرموت لقمة سائغة فهو واهم، الحذر ثم الحذر من سخط القبائل الحضرمية، فالتاريخ لا يرحم المغفلين، ومن يظن أن التهديد سيجعل الحضارم ينحنون فقد جهل طبيعة الأرض ومن عليها، إن كنتم تريدون حضرموت شريكة في الوطن، فتحدثوا بمنطق الشراكة لا بمنطق السيد والعبد، راجعوا حساباتكم جيداً، قبل أن تجدوا أنفسكم أمام واقع لم تحسبوا له حساباً

 

أما العلمي، فعليه أن يخرج إلى العلن ويقدم اعتذاره للحضارم، إن كان بالفعل محسوباً على الشرعية، فليقل لنا بوضوح: هل يؤيد ما قاله عيدروس؟ هل هذه هي سياسة التعامل مع حضرموت؟ إن كان يظن أن أبناء حضرموت سيقبلون بهذا الأسلوب فهو مخطئ، وعليه أن يتحمل تبعات هذه الزيارة المشؤومة، لا أحد فوق حضرموت، لا عيدروس ولا غيره، والكرامة الحضرمية ليست للمساومة ولا للمزايدة

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com