منبر كل الاحرار

سقطرى تُفشل أجندة الزبيدي: لا للتفريط في الأرض والثروات!

الجنوب اليوم | خاص

على وقع احتجاجات شعبية طالبت برحيله من الجزيرة، مُؤكدةً أن جزيرة سقطرى يمنية لا يقبل أبناؤها أيَّ مقايضات أو مساومات بأرضهم وجزيرتهم، غادر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، عيدروس الزبيدي، جزيرة سقطرى اليوم. وجاء ذلك عقب محاولة فاشلة قام بها الزبيدي لتعزيز السيطرة الإماراتية على الجزيرة، ومنح شركات إماراتية المزيد من الامتيازات الاستثمارية على حساب السيادة الوطنية.

 

كانت أجندة زيارة الزبيدي للجزيرة واضحة، وفي أعقاب وصوله حاول تمرير وتنفيذ أجندات الإمارات، مُنطلقًا من أن جزيرة سقطرى جنوبية، وأنها أول محافظة جنوبية تستقبل استقلالًا كليًّا عن الحكومة الشرعية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي الذي يشارك فيه بنسبة 50%، وذلك خلال كلمة للزبيدي ألقاها في حفل نظمته السلطة المحلية في حديبو عاصمة سقطرى أمس.

 

وفي أعقاب تسليم الزبيدي مشروع إنشاء ميناء جديد لسقطرى لشركة إماراتية، ومحاولته تهيئة تسليم خمسة مواقع خاصة بالتعدين في الجزيرة لشركة إماراتية أخرى، تفاجأ رئيس المجلس الانتقالي الموالي لأبوظبي برفض أبناء الجزيرة وتوحدهم خلف مشايخ وعقلاء الجزيرة.

 

ووفقًا لمصادر محلية في حديبو، فإن الزبيدي تعامل مع جزيرة سقطرى كـ”ملكية خاصة” بالانتقالي، إلا أن أجنداته اصطدمت برفض مشايخ الجزيرة، وقوبلت بموجة استياء شعبي واسع في مديريتي حديبو وقلنسية. المصادر التي سخرت من حرص الزبيدي على اصطحاب عشرات المدرعات في موكبه بالجزيرة، أكدت أنه غادر تحت ضغط شعبي، باعتبار زيارته استعراضية لم يُقدّم خلالها أي شيء لأبناء سقطرى الذين يعانون نقصًا حادًّا في الخدمات العامة. وأشارت المصادر إلى أن الزبيدي ركز على زيارة مشاريع استثمارية إماراتية تقدم خدماتها بآلية الدفع المسبق، دون أن يفتتح أي مشروع حكومي، رغم كونه شريكًا أساسيًّا في الحكومة ونائبًا لرئيس المجلس الرئاسي.

 

وفي تفاصيل الزيارة، قالت مصادر إعلامية إن الزبيدي وجد نفسه غير مرغوب في بقائه بالجزيرة، وتعرض لضغوط من مئات المحتجين الذين تجمعوا أمام مقر إقامته في فندق “سمرلاند” (الذي يُستخدم قصرًا لضيافة زوار الجزيرة الواقعة عند تقاطع البحر العربي والمحيط الهندي)، حيث ردد المحتجون هتافات تطالب برحيله فورًا، ما اضطر قواته لنقله إلى معسكر في الجزيرة.

 

وكان الزبيدي حاول في كلمة له أمام مسؤولي الانتقالي ومشايخ الجزيرة تبرير توجهه لإبرام صفقات جديدة تمنح الإمارات حقوقًا في عدد من جزر الأرخبيل، مُعللًا ذلك بـ”ضرورة التكامل الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب والقرصنة”، في إشارة واضحة لتبرير التواجد العسكري الإماراتي والإسرائيلي والبريطاني والأمريكي.

 

ومن بين أهداف زيارة الزبيدي المعلنة كان افتتاح مطار عبدالكوري، لكنه – تحت الضغط الشعبي – اكتفى بتوجيه وزير النقل في حكومة بن مبارك، عبدالسلام حميد، لافتتاح المطار الذي أنشأته الإمارات كمنشأة عسكرية تتبعها. ويُعتقد أن الولايات المتحدة ستستخدم المطار خلال الفترة المقبلة كبديل لحاملة الطائرات الأمريكية التي تتعرض لهجمات حوثية.

 

وتزامن افتتاح المطار مع دفع الإمارات بعشرات المرتزقة الصوماليين إلى جزيرة عبدالكوري كـ”دفعة أولى”، في خطوة تُرجح سعي الإمارات لعزل الجزيرة عن سقطرى، تمهيدًا لفرض سيطرتها الكاملة عليها، خاصة بعد أن بدأت تجنيد المزيد من المرتزقة لدفعهم إلى الأرخبيل اليمني الاستراتيجي في المحيط الهندي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com