حضرموت.. يستغل ذكرى انسحاب القاعدة من المكلا استعراض القوة ضد حلف القبائل
الجنوب اليوم | خاص
تجري القوى الموالية للإمارات ترتيبات واسعة للاحتفال بالذكرى التاسعة لتحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة، تلك الترتيبات الاحتفالية التي تعكس الصراع الإماراتي السعودي اليوم، قوبلت بسخرية واسعة، نظرًا لأن ادعاء تحقيق نصر عسكري من قبل الإمارات في المكلا، محاولة لصنع مجد من وهم، خاصةً وأن ما حدث أواخر أبريل من العام ٢٠١٦، في مدينة المكلا، كشف عن وجود علاقة كبيرة بين دول التحالف والقاعدة. فمع تصاعد ترتيبات الاحتفال بالذكرى التاسعة لتحرير مدينة المكلا من قبل الانتقالي الذي يراه مناسبة لاستعراض القوة أمام خصومه في حضرموت، وخاصة حلف قبائل حضرموت، تصاعدت التساؤلات في أوساط الشارع الحضرمي عن النصر الذي يستدعي الاحتفاء، سيما وأن الحدث لم تمضِ عليه سوى سنوات. والحقيقة التي يحاول الانتقالي اليوم تجاهلها، أن المكلا لم تشهد في تاريخ ٢٤ أبريل ٢٠١٦، أي تصعيد عسكري أو أي مواجهات متبادلة بين القوات الموالية للتحالف وعناصر القاعدة، بل انسحبت القاعدة قبيل ساعات من دخول تلك القوات وفق تنسيق مسبق وترتيب بين الطرفين، واتجهت نحو مدينة شبوة، ومنها تم نقلها إلى محافظة أبين ومناطق في البيضاء قبل السيطرة الكاملة عليها من قبل الحوثيين.
حينذاك، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر في الحملة التي قادها التحالف بقيادة الإمارات عن عدم حدوث أي مواجهات مع عناصر القاعدة في مدينة المكلا، وأنهم دخلوا وسط المدينة دون أي مقاومة من عناصر القاعدة الذين انسحبوا غربًا باتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة لها. ووفق التقارير التي وثقت الحدث، فإن ما حدث بين القاعدة وقوات الإمارات أشبه بصفقة جرت بين الطرفين، بعد تدخل وساطات انتهت بصفقة تسليم واستلام دون مواجهات عسكرية. ولذلك، فإن معركة المكلا التي يتحدث عنها الموالون للإمارات بأنها معركة تحرير، لم تُطلَق فيها طلقة أو يُسقَط فيها جريح.
تنظيم القاعدة بعد الانسحاب من المكلا، أكد في بيان صادر عنه أنه انسحب من مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت بمحض إرادته. أوضح التنظيم عبر بيان له أن الفترة التي حكم فيها المكلا، والتي استمرت لسنة وبضعة أشهر، شهدت ازدهارًا غير مسبوق في المدينة على كافة الصعد. وقالت “القاعدة” إن انسحابها جاء تغليبًا للمصلحة العامة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة مارست دورها المعتاد، وعملت على تجنيد مرتزقة لها على الأرض، ولعبت الإمارات تحديدًا دور البندقية المستأجرة.
سيناريو سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا في أبريل ٢٠١٥، وخروجها منها، كان وفقًا لتوجيهات يُعتقد أن السعودية وراءها، والدليل أن معسكرات تابعة لحزب الإصلاح تولت مهمة تسليم أسلحتها المتوسطة والثقيلة لتنظيم القاعدة بقيادة السعودي خالد باطرفي، والذي استلم في ظرف ساعة المقار الحكومية في عاصمة محافظة حضرموت من قوى عسكرية موالية للإصلاح من دون مقاومة تذكر، ليؤسس «إمارةً» تنعم بثروات طائلة وتعوم على موارد الساحل الحضرمي الغني.
وبعد عام تحديدًا، انسحبت القاعدة من المكلا بسلاحها الثقيل قبل إعلان دول التحالف عن تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة المدينة، ورغم ذلك يحاول الانتقالي إحياء ذكرى الاستلام والتسليم تحت مسمى تحرير المكلا.