منبر كل الاحرار

الإمارات تدفع بطارق لتعبئة شباب الجنوب للتصعيد ضد الحوثيين

الجنوب اليوم | خاص

بعد أن قلل الإعلام الأمريكي من جدوى الحملة الجوية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن، وتحديداً ضد مناطق سيطرة الحوثيين، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحريك الفصائل الموالية للسعودية والإمارات، والتي معظمها عناصر جنوبية، لشن عملية برية ضد مناطق الحوثيين. وذلك في أعقاب فشلها في إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية وحماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وهي الأهداف المعلنة من قبل إدارة ترامب منتصف الشهر الماضي.

 

ووفقاً للمؤشرات، فإن تحركات يقوم بها العميد طارق صالح في أوساط محافظتي شبوة وأبين منذ أيام، بعد فشله في إقناع قبائل الصبيحة بالاحتشاد للقتال بقيادته في جبهات الحديدة. المصادر قالت إن الإمارات دفعت بطارق صالح لاحتواء غضب قبائل محافظتي أبين وشبوة، الناتج عن الخلافات التي جرت بين القبائل في المحافظتين وقوات تابعة للانتقالي مدعومة من الإمارات، تعمدت إقصاء وتهميش أبناء المحافظتين. بالإضافة إلى التعامل المناطقي لقوات الانتقالي التي تنحدر من الضالع ويافع وردفان، مما أثار سخط قبائل أبين وشبوة، ودفع القبائل إلى اتخاذ مواقف مضادة للانتقالي وفقدان الثقة به في الآونة الأخيرة.

 

واعتبرت المصادر أن قيام طارق صالح بإرسال وسطاء لعدد من قبائل أبين وشبوة مؤخراً، مقدماً إغراءات مالية ضخمة لمن ينضم إلى جانبه، يأتي في إطار مساعيه لتحشيد الآلاف من شباب المحافظتين وتعبئتهم في معسكرات تدريب خاصة به في المحافظتين بشكل مؤقت، تمهيداً لنقلهم إلى الجبهات لقتال الحوثيين. ذلك بهدف إعادة نظام صالح للسلطة بدماء أبناء الجنوب.

 

التحرك الإماراتي الذي يلوح في الأفق، جاء بعد أيام من نفي أبوظبي تسريبات أمريكية عن تقديمها خطة تصعيد بري في اليمن بواسطة الفصائل الموالية لها في جنوب اليمن والساحل الغربي. وهو ما يؤكد أن الإمارات تسعى لتحويل أبناء الجنوب إلى وقود حرب جديدة، ولكن هذه المرة ليس من أجل إعادة نظام 7/7 إلى صنعاء، بل من أجل حماية الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي من هجمات الحوثيين، وإيقاف الهجمات الحوثية على إسرائيل. وهذا التوجه يتعارض مع مبادئ وقيم ومواقف أبناء الجنوب من القضية الفلسطينية، ويتوافق مع توجهات الإمارات التي تربطها علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية كبيرة مع العدو الإسرائيلي، الذي ارتكب أبشع مجزرة بحق الشعب الفلسطيني المسلم في قطاع غزة.

 

وحذر مراقبون من مخاطر التحركات الإماراتية الأخيرة، التي تهدف إلى استغلال الواقع المعيشي لأبناء المحافظات الجنوبية الناتج عن تدهور سعر صرف العملة وارتفاع غلاء المعيشة، لاستقطاب الآلاف من شباب الجنوب وتحويلهم إلى أدوات حرب جديدة لا علاقة للجنوب وقضيته العادلة بها. مشيرين إلى أن استخدام المال لإغراء الشباب في الجنوب من قبل طارق صالح، عمل انتهازي وإساءة بالغة للجنوب وأبنائه، خاصة وأن طارق صالح يرى أنه يستطيع بالمال أن يشتري مواقف وقيم أبناء الجنوب، وأن يدفع بهم إلى جبهات استنزاف جديدة، بهدف إشغال الحوثيين عن مهاجمة إسرائيل.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com