27 أبريل، الذكرى 31 للانقلاب الأسود
الجنوب اليوم | خاص
تناسى طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي في اليمن، أن ذاكرة أبناء الجنوب لا تنسى الغدر والخيانة التي ارتكبت بحقهم من قبل النظام العائلي الذي ربّي وترعرع في كنفه. فطارق الذي يحاول اليوم أن يقدم نفسه كرجل مرحلة لبناء الجنوب، يسعى لشراء الولاءات كي يعود لاستعادة نظام صالح الذي تسبب بكل ما يعانيه أبناء الجنوب منذ أن دخل الجنوب في إطار الوحدة اليمنية كشريك أساسي.
فطارق يتخيل أن الجنوب يتسامح مع جروحه العميقة، ويتسامح مع عصابة الغدر والانقلاب، فيعمل على استغلال معاناة أبناء الجنوب لتحويلهم إلى بنادق مأجورة يقاتلون خصوم عفاش من أجل أن يعود طارق ونجل عمه صالح إلى سدة الحكم بعد أن رفضهم أبناء المحافظات الشمالية. وهو المستحيل، فطارق وأحمد علي من غزوا الجنوب ومن ارتكبوا جرائم حرب ضد أبنائه.
وفي الذكرى 31 لإعلان الرئيس السابق صالح الحرب على الوحدة وعلى الجنوب، نذكر بأن الجنوب لم ينسَ أو يتناسَ عمليات القتل والتدمير والاغتيالات التي ارتكبها نظام عائلته قبل 27 أبريل 1994، ولم ننسَ إعلانه الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في صنعاء، وتحالفه مع الإصلاح لغزو الجنوب واحتلاله، وضلوع صالح وعلي محسن الأحمر في تهميش وإقصاء كافة أبناء الجنوب من أعمالهم ومن تم تسريحهم. وفق الإحصائيات، فإن عدد المبعدين من الموظفين العسكريين الجنوبيين أكثر من (355,659) موظفًا، منهم (82,000) من أفراد الجيش الجنوبي.
وأيضًا من الجرائم التي ارتكبتها قوى الطغيان اليمني في الجنوب أنه خلال الفترة من (1994م إلى 2014م)، بلغ مجموع المعتقلين والمخفين قسريًا بواسطة قوات النظام اليمني المحتل أكثر من (33,590) معتقلًا ومخفيًا. كما كانت هناك جرائم ارتكبتها قوى الاحتلال اليمني في الجنوب، خاصة ما بين عام 2009م إلى عام 2013م، حيث بلغت عدد الاغتيالات للكوادر والقيادات الجنوبية أكثر من (151) عملية اغتيال.
يضاف إلى أن شركاء الحرب على الجنوب ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان في الجنوب خلال الفترة من (1994م إلى 2014م)، بلغت حسب مصادر حقوقية أكثر من (698,159) انتهاكًا، نتيجة التكفير والبطش والتعامل بالقوة وإملاء ثقافة الغزاة. فقوى الغزو والاحتلال في حرب 94…
وفي مثل هذا اليوم قبل 31 عامًا، انقلب صالح على الوحدة وأعلن حربًا ضروسًا على الجنوب أحرقت الأخضر واليابس، وخلفت وراءها دمارًا هائلًا. في مثل ذلك اليوم، شنت قوات صالح والإصلاح هجومًا عسكريًا واسعًا على الجنوب، مستخدمة كل وسائل التحريض لأجل التعبئة، بما فيها الفتاوى الدينية وتكفير شعب الجنوب، كما استخدمت كل أنواع الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط العاصمة عدن في يدها بعد حرب ضارية استمرت قرابة الشهرين.
ولم يكتفِ نظام صنعاء بالسيطرة على الجنوب، بل تلا الغزو موجة عارمة من الانتهاكات والجرائم التي مارستها سلطات صنعاء ضد شعب الجنوب، فتم تسريح الجيش الجنوبي والتنكيل بأفراده، وتهجير مئات الآلاف من أبناء الجنوب، وارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين الذين طالبوا بحقوقهم، ونهبت ممتلكاتهم، ودمرت البنية التحتية في الجنوب بشكلٍ ممنهج.