الجنوب مسرحاً لحرب سرية .. طائرات قاتلة وضحايا مجهولون
الجنوب اليوم | خاص
بين فترة وأخرى يتم الإعلان عن تنفيذ الطيران الأمريكي بدون طيار عمليات في الجنوب، فبعد أسبوع من قيام الطيران الأمريكي بدون طيار باستهداف سيارة في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وتنفيذه في أقل من ٢٤ ساعة عمليتين: الأولى في مفرق شبوة العبر، والأخرى داخل مدينة العبر بمحافظة حضرموت، ونتيجة لتلك العمليات الثلاث، تداولت الأنباء عن مقتل خمسة أشخاص لم يذكر أي مصدر أسماءهم، ولا يزال القتلى في عداد المجهولين، خاصةً وأن البعض منهم أُحرقت السيارة التي كان يستقلها حتى التفحم.
تلك العمليات تثير عدة تساؤلات حول الهدف منها وحول الضحايا فيها، وتعكس مدى تحول أجواء الجنوب إلى أجواء مستباحة من قبل الطيران الأمريكي، وآخر يبدو أنه طيران مجهول، يثير تساؤلات أخرى أيضاً، سيما وأن الجانب الأمريكي لم يذكر أنه نفذ أي عمليات في جنوب اليمن، كعادته عندما ينفذ عمليات ضد عناصر من التنظيمات الإرهابية التي يدعي ملاحقتها.
وتواصلاً للغموض الذي يجري في مختلف المحافظات الجنوبية، وخاصة محافظات أبين وشبوة وحضرموت التي تشهد تحليقاً مستمراً لطيران تجسسي مجهول، قالت مصادر محلية مساء اليوم إن غارةً نفذتها طائرة بدون طيار يُعتقد أنها أمريكية – أي اعتقاد فقط وليس تأكيداً – قامت باستهداف سيارة نوع “لكزس” حديثة كان يستقلها ثلاثة أشخاص وذلك في منطقة الثكمين بالخشعة بحضرموت.ووفق المصادر، فإن الهجوم أدى إلى احتراق السيارة، ولم يتم التعرف على الجثث الثلاث لتفحمها.
هكذا يتم تداول الأخبار، ويتم التعامل مع ما يجري بكل برود وكأن شيئاً لم يحدث، فالحديث عن عمليات الاغتيالات التي تجري بواسطة طائرات بدون طيار مجهولة، فهذه العمليات المثيرة للقلق والخطيرة على حياة الناس تنتهي بانتهاء صداها، ولم يتم الكشف عن دوافعها وعن ضحاياها أيضاً.
بخلاف ما يجري في مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا عن إسقاط نحو ٢٢ طائرة مسيرة من طراز حديث خلال عام، وتمكنوا من إسقاط ست طائرات أمريكية متطورة في غضون شهر، رغم حالة الحرب التي تفرضها أمريكا على المحافظات الشمالية. إذن، ما الذي يجري في الجنوب؟ ومن يقف وراء تقديم الإسناد الأرضي لتلك الطائرات؟ ومن يكون الضحايا المستهدفين من قبل تلك الطائرات؟ وأي جهة أو دولة تتبعها تلك الطائرات المسيرة بدون طيار التي تجوب أجواء الجنوب دون توقف، وتنفذ أهدافها متى تشاء دون أي تنسيق مع أي جهات محلية، ولا مع الحكومة في عدن ووزارة دفاعها؟