الجنوب اليوم يكشف مخطط الإمارات الهادف لأسقاط القضية الجنوبية ؟
الجنوب اليوم | خاص
يؤكد التحالف العربي بين الحين والاخر تمسكة بالمرجعيات الثلاث الممثلة بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الدولي 2216 الصادر من مجلس الأمن الدولي بايعاز عربي ، تلك المرجعيات التي تؤكد الإمارات العربية المتحدة من خلال ممارساتها التمسك بها والتهيئة على تنفيذها ، فالمرجعيات الثلاث اسقطت حق الشعب الجنوبي في إستعادة دولته على كامل اراضيها ، ولم تضع أي أعتبار للجنوب وقضيته ومطالب شعبة ، وعليه مضت دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب بتنفيذ مؤامرة ضد القضية الجنوبية ، ووفقاً لسيناريوهات التنفيذ فقد قامت الإمارات بافراغ الحراك الجنوبي من سلميته وعمدت إلى إستغلال الجنوبين المطالبين بفك الإرتباط بصنعاء وتحويل الكثير منهم إلى ادوات لتدمير القضية الجنوبية والعمل على إنهاء مظلومية الجنوب وذلك بالدفع بالألاف من الجنوبين إلى معارك الشمال في البقع الواقعة في محافظة صعدة وفي محافظات تعز والحديدة ، فأبناء الجنوب منذ عام يقتحمون أراضي الشمال والتي يتهمون ابنائها باحتلال الجنوب في صيف عام 1994م ، فعلى مدى العام الماض 2017م زجت الإمارات بابناء الجنوب وبأسم المقاومة الجنوبية بل وتحت شعار دولة الجنوب ماقبل الوحدة لإحتلال المخا ومناطق متعددة من محافظة تعز ، والملفت للنظر أن أبو ظبي التي تعد عمود العلمانية في الخليج العربي سعت إلى إيجاد خليط غريب وخطير في نفس الوقت لتلك القوات التي بأتت اليوم تصنع قضية شمالية مماثله لقضية الجنوب ، حيث ادرجت التيارات الدينية المتطرفة ” السلفيه الجهادية ” ووظفت عناصر سابقة من تنظيمي داعش والقاعدة مع تلك الجماعات التي تتقارب معها فكرياً وعقائدياً بعناصر الحراك الجنوبي المتعصبة لقضية الجنوب الارض والانسان والتاريخ والحضارة ، كون ذلك الخليط يحقق اهدافها المزدوجة اولاً باصنطاع قضية شمالية وثانياً بتحقيق مطامع ابو ظبي في الجنوب والشمال معاً باقل خسارة بشرية كون الدماء التي تسيل هي دماء جنوبية في مواجهة الشمال .
فعلى مدى عام من تنفيذ مخطط الإمارات الهادف إلى إسقاط القضية الجنوبية قتل وأصيب الآلاف من الجنوبين في معارك الشمال ، وأعلنت الإمارات وبأسم قواتها المسلحة تحرير مدن والسيطرة على أخرى ولم تعد أي نصر للقوات الجنوبية المشكلة تحت مسميات مختلفة كقوات الحزام الامني وقوات الطوارئ وقوات العمالقة وغيرها من مسميات وتشكيلات عسكرية عناصرها جنوبيون وقياداتها موحدة إماراتية تدير تلك القوات من مقر التحالف العربي في عدن ، وعلى الرغم من أن تلك القوات جنوبية إلا أن الإمارات عملت على عدم وجود أي تشكيلات تأسيسية لجيش جنوبي حقيقي تابع لدولة الجنوب الحره المستقله عن الشمال،ولذلك أبقت الكثير من الجبهات القتاليه في الجنوب التي يقاتل في احدى اطرافا الحوثيين كالضالع وشبوة ولحج بدون دعم وأستبعدت تلك الجبهات من اولوياتها ومن مخطط عملياتها العسكرية ، كونه لاتتسق مع الهدف الاساسي التي تقوم بتنفيذة والممثل باقحام الجنوبيين بمعارك شمالية من إجل صناعة قضية شمالية مماثله لقضية الجنوب في صيف 94م ، حتى يتم إسقاط اي مطالب مشروعه للجنوبين مستقبلاً بعد أن اوجدت الإمارات معادلة إسقاط القضية بالقضية مقابل الابقاء على الوحدة اليمنية بشرط أن تكون اليمن الموحد فيدرالياً كان او اقاليم تحت وصاية السعودية والإمارات .
قبل أن تعمد الإمارات إلى تنفيذ مخطط ضرب القضية الجنوبية واسقاط مظلومية الجنوب ، سعت إلى تفكيك الحراك الجنوبي وتفريخه ، وصناعة تيارات مواليه مستخدمة المال والقوة والسلطة في صناعة تلك التيارات التي جائت على حساب قيادات تأريخية للحراك الجنوبي، فعلى مدى العامين والنصف الماضية عين عدد من قيادات الحراك الجنوبي في مناصب كبيرة في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بايعاز إماراتي وتوافق سعودي ، كما تم تعيين عدد من القيادات الاخرى التي كان لها تاثير في الشارع الجنوبي في مواقع عسكرية متعددة أيضاً ، واحتوت عدد من القيادات كاحتواء الرئيس علي سالم البيض إلى أبو ظبي وإحتوا المهندس أبو بكر العطاس وغيرهم من قيادات الصف الأول في الجنوب .
المخطط الإماراتي الخطير الذي ينفذ عام في اراضي الشمال يتم تحت مبرر محاربة المد الايراني وهو مبرر ضعيف أن لم نقل مفضوح خصوصاً وان قضية الإمارات مع إيران ليس في اراضي اليمن جنوبة وشمالة كون الوجود الإيراني الذي تحاربة إيران في اليمن منعدم فلاوجود لايران ولا لقواتها البحرية والبرية على اي اراضي يمنية ، بل تتواجد على اراضي إماراتية إصيلة وإستراتيجية ممثلة بجزيرتي طنب الصغري وطنب الطبري الإماراتية تاريخياً والتي سقطت تحت السيطرة الإماراتية في عام 1971م يضاف إلى جزيرة أبو موسي الإماراتية المستأجرة من حاكم الشارقة بعقد رسمي من قبل إيران والتي ضمت إلى الاراضي الإيرانية عام 1991م ، ورغم ذلك تناست أو تجاهلت الإمارات قضيتها المحورية مع إيران ، واتجهت نحو محاربة إيران في بلد لا وجود لطهران فيها ، لتحتل جزرها وتدمر مينائها التأريخي وتحول مدينة عدن العريقة إلى سجن كبير لكل ابنائها ، وبذات المبرر سيطرة على خيرات الجنوب ونهبت ثروتها السمكية في البحر العربي واستحوذت على مصادر النفط والغاز في محافظتي شبوة وحضرموت واخضعت جزيرة سقطرى لحكمها .