المناضل صالح يحيى سعيد وتاريخ لا ينسى
الجنوب اليوم
مقال للكاتب | عبد الباري طاهر
عزيزي صالح يحيى سعيد لا عدمناك! موتك المباغت فاجعة كبيرة تشعل الحزن والألم لكل محبيك، وما أكثرهم!
كنت مطلع السبعينات واحداً من الشباب التقدمي في دمشق. ارتبطت، أو بالأحرى، كنت في طليعة الماركسيين المستقلين الذين تشكلوا في العمال والفلاحين 68 و69، ثم في حزب العمل 1970. بعد التخرج عدت إلى صنعاء، وعملت فترة ليست بالطويلة، ثم انتقلت إلى عدن.
كنت يا صالح أنموذج المناضل الدءوب الصابر والمثابر. قدمت الأنموذج الأروع للمناضل الثوري الصادق المدافع عن قضايا أمته وشعبه. آخرة مرة التقينا في «الملاح»، كنت في صدارة الحراك الجنوبي، وقبلها، أيها الرفيق العزيز، كنت وكيلاً لوزارة الخدمة المدنية، وقدمت الأنموذج الحسن كفاءة، ونزاهة، والتزاماً وطنياً وأخلاقياً.
غادرت الوظيفة عندما شعرت بأن الطرف غير المخلص للوحدة في رأس هرم الدولة وحلفاءه لا يريدون ولا يقبلون شراكة الجنوب، ويجترون العداوة والروح الثأرية لتجربة الجنوب الثورية، ولقياداته الصادقة الحريصة على بناء دولة نظام وعدالة وقانون.
أعداء الوحدة الديمقراطية هم أعداء الدولة نفسها، وهم من أشعل الحرب على الجنوب وأقصى مشاركته.
كنت أيها العزيز صالح من الكوادر القيادية الذين تعرضوا للإقصاء والإبعاد. اشتركت والأستاذة توكل كرمان، والأعزاء: قادري أحمد حيدر، والدكتور يحيى صالح، وخالد الآنسي في أول مهرجان للحراك الجنوبي السلمي، وكنت في رأس قيادة الاحتجاج الجنوبي.
رحيلك أيها المناضل والإنسان المكافح والفادي خسارة للحراك الجنوبي السلمي ولليمن. كنت عضواً في اللجنة المركزية، ورئيساً للحراك الجنوبي. وفي كل المواقع، كنت مثالاً للإنسان البسيط المتواضع؛ فعزاءً لنجلك الدكتور ناظم صالح يحيى، ولأسرتك الكريمة، ولكل أبناء شعبك.